أحمد السعداوي (أبوظبي)

تمتلك عبير أحمد الحارثي، طالبة الفرقة الثانية قسم اللغة العربية بجامعة محمد الخامس في أبوظبي، موهبة واعدة في مجال كتابة القصة القصيرة، وعمدت إلى إنجاز الكثير منها وتطوير موهبتها خلال السنوات الماضية، حتى حصلت على المركز الأول في فئة الكتابة الإبداعية باللغة العربية، ضمن مسابقة «أبوظبي من خلال عيونكم» التي أقيمت مؤخراً عن قصتها التي حملت عنوان «مدينة في الذاكرة»، فكان هذا الفوز تتويجاً لمسيرة سنوات في عالم القصة القصيرة والكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقول إن بدايتها كانت في المرحلة الابتدائية، حيث كان يشيد المعلمون بما تكتبه في مادة التعبير، وبمزيد من القراءة في مجالات متنوعة، أخذ مستواها يتقدم في كتابة الخواطر والقصص القصيرة، حتى نضجت تجربتها في هذا المجال بشكل كبير وبدأت يظهر ذلك للجميع مع مطلع العام الماضي، حين أخذت في تكثيف كتاباتها على حساباتها الخاصة في مواقع التواصل وتلقي استحساناً من قبل الكثيرين، الذين أشادوا بمستوى كتابتها وما تحمله القصص القصيرة التي تنشرها من مضامين هادفة.
وحول المواقف والمشاهد التي تستهويها للكتابة، أوضحت أن كل المشاهد قد تلهمها للكتابة، حتى الكرسي الذي تجلس عليه يلهمها بأن تخرج من خشبه نصًّا، وكل التفاصيل حولها بالنسبة لها مواد صالحة للكتابة، وتمثل محفزات للإبداع والخروج بأفكار جديدة.
وفيما يتعلق بأصعب مرحلة في الكتابة، أشارت إلى أن أصعب مرحلة هي النهاية، خصوصًا في القصص القصيرة، فهي كقارئة تشعر بخيبة كبيرة حين تصل لنهاية قصة قصيرة وتجدها عادية، فقارئ القصة القصيرة يركض للنهاية ليبدأ دهشته منها.
وحول نوع الكتابة التي تفضلها، قالت: أنحاز للكتابة الخيالية، كأرض للبناء، وأبني عليها قضايا اجتماعية، وأحب أن أجعل هذا الخيال حقيقة قابلة للتصديق كأن أقول «ذهب للمحل وطلب منه خمسة كيلو جرامات من الطمأنينة»، فيسألني القارئ: أين هذا المحل؟، مبينة أنها لا تحب تصنيف أعمالها وإن كان أغلبها يدور في فلك القصة القصيرة، بينما هناك نصوص تبدو للبعض وكأنها قصائد نثر.

أفضل حافز
إلى ذلك عبرت الحارثي، عن شعورها الكبير بالفخر لفوزها بهذه الجائزة في مسابقة «أبوظبي من خلال عيونكم» كونها تشارك للمرة الأولى في مسابقة تخص الكتابة، ونجحت في الحصول على المركز الأول ما يعد أفضل حافز لمزيد من الإبداع في الأعمال التي ستقدمها في المرحلة المقبلة.
وشرحت أن الهدف من القصة القصيرة التي شاركت بها وحملت عنوان «مدينة في الذاكرة»، كان إبراز هوية أبوظبي كمدينة جميلة تستقطب الناس من أرجاء العالم وتابعت:«أظنني وُفقت بشكل بسيط، لم يكن الأمر سهلًا بالنسبة لمن تعوّل في كتابتها على الخيال الحُر، ارتأيت أن تجسيد مدينة أبوظبي في قالب قصصي أمتع للقارئ وأوسع وأشمل، إذ حرصت في قصتي على أن أجعل البطل سائحًا من بلد آخر، فكتبتُ أبوظبي من خلال عيون أخرى، لا شك بأن شهادتي بمدينتي التي أحبها «مجروحة».